هل فات الاوان ناهد خالد
المحتويات
علي الفاضي يعني روحت بقسيمة الجواز المطار وكلمت ظابط معرفه لحد ما عرفت أنها حجزت في الطياره الي رايحه روما وبعهم عشان يحاولوا يوصلولها بس مفيش فايده
ايوه يا سليم بس روما مش شارعين ده عدد سكنها ٢ مليون ونص يابني اكيد هياخدوا وقت وكبير كمان يعني مش شهر ونص وعاوزهم يقولولك لقيناها بعدين يمكن تكون اتنقلت جوه البلد ومفضلتش في روما!
يمكن
هتف معتصم بجديه
سليم أنا عارف أنك بتحبها ومتأثر جدا بغيابها بس الشغل ملوش ذنب أنت منزلتش الشركه غير عشر ايام في
الشهرين الي فاتوا وده غلط لازم تنزل تساعد عمي وتتابع شغلك
هز رأسه بتعب مسيطر عليه
معنديش شغف لحاجه ومعنديش خلق أتابع حاجه ولا انهك نفسي في حاجه كفايه تفكيري الي مبينيمنيش
أمسك رأسه بكفيه وهو يفركها بقوه وقال
أجل كلام دلوقتى أنا عندي صداع رهيب ومش قادر اتكلم
من قلة النوم اكيد واعتقد أنك مهمل في أكلك ده اكيد يعني
تجاهل حديثه وهو يقول بشرود
تفتكر عايشه ازاي هناك وهي لوحدها ومتعرفش حد تفتكر عارفه تمشي حياتها خاېفه من الغربه اكيد وهي في مكان غريب ومتعرفش حد فيه مش عارف حالتها ايه دلوقت!
ياصاحبي أن شاء الله خير
قالها معتصم بحزن وهو يربت علي كتف سليم بمواساه
ناهد خالد
كانت تتحرك بأرجاء المطبخ برشاقه وهي تدندن
و أديني سيبته و شوفت أهو محصلش حاجة
و الوضع فعلا مختلفش في أي حاجة
باكل و أضحك بشتغل وأعمل كل حاجة
لأ لأ مش زعلانة و كئيبة
مش ماسكة صورته وبتقهر زي العبيطة
مبردش عاللي يقولي كلمة جت بسيطة
بعدك مش متصنف مصېبة
بالعكس حتى أنا حاسة مرتاحة وسعيدة
مطلعش إنها حاجة وحشة أعيش وحيدة
هبدأ حياتي بصفحة فاضية ولسه بيضا
و بشنطة شخصيات جديدة
أنا عارفة إنه زمانه ماشي يقول عليا
أنا واحدة شريرة وقوية ومفترية
شايفين يا ناس الست دي عملت إيه فيا
صمتت وهي تضع المقلاه فوف الڼار نظرت لها بشرود وهي تبتلع غصة بكاء احتلت حلقها وأكملت بنبره حزينه
مقدرش أنكر إني لسه في جزء فيا
بيقولي طب كنتي إستنيتي عليه شوية
متمثليش إنك عايشة طبيعي و عادية
متمثليش إنك سليمة
ازداد تنفسها وهوت دموعها التي احتلت عيناها سريعا لا تعرف متي كاذبه هي تعلم تريد أن تتصنع القوه لكنها تفشل! تريد أن تكذب علي ذاتها وتوهمها أنها قد نسته ولكن يشهد عليها الليل ويشهد عليها فراشها الذي تظل تتقلب به لساعات قبل النوم وهو فقط من يشغل تفكيرها وهل ستنسي حب اثني عشر عاما في شهران! وتخشي أن تحتاج لأثني عشر عاما أخرين لتفعل!
فتحت الباب لتجد رجل أشقر وسيم يقف أمامها هتف ما إن رآها الحوار باللهجه الأيطاليه لكن سأكتبه مترجم بالفصحي
كيف حالك
بخير
ردت بها باقتضاب تنحنح بحرج قبل أن يقول
ظننت أنك ستحبين أن تنضمي لحفلتي التي ستعقد غدا مساء بالفيلا المجاوره أنها حفله تجمعيه مفتوحه نقيمها كل عام لنتعرف علي المزيد من الأشخاص ولا مانع من تكوين بعض الصدقات الجديده سيكون جيد أن حضرتي ستحصلين علي بعض الرفقاء الجدد
قلبت عيناها بملل وقالت
أنا امراءه عمليه لا تشغلني هكذا تفاهات اعذرني فقد تركت الطعام علي الڼار
نظر لها پغضب لم يستطع مدارته وهو ينعتها بينه وبين نفسه بإمراءه ليس لديها اي ذوق
حسنا باعتذر لإزعاجك أيتها المراءه ال العمليه
قال الأخيره بسخريه وذهب
أغلقت الباب واستندت عليه تغمض عيناها بضيق قد قررت أنها لن تتعرف علي أحد خارج نطاق العمل حياتها الشخصيه لن يكون بها غيرها هي ستبقي وحيده للأبد ليس لديها مانع لكن لا تعاني من مرارة الفقد مره أخري
ناهد خالد
خير يابشمهندس سليم عرفت إنك طلبتني
قالها مدير شركتها السابق وهو يقف في مكتب سليم الذي بعث بطلبه
وقف عن مقعده واتجه له حتي أصبح أمامه وقال بهدوء مصطنع
اتفضل اقعد يا بشمهندس
جاس وجلس سليم أيضا
ها تشرب ايه
لا شكرا مش عاوز
أحسن
جحظت عين الأخير بتفاجئ لكنه صمت
ها يا بشمهندس سامعك
بلع ريقه بتوتر وقال
سامع ايه حضرتك الي طلبتني!
ضغط علي شفتيه يكبح غيظه وقال
طيب خلينا نعدي استعباطك مراتي فين يابشمهندس
قالها وهو ينظر لعيناه مباشرة توتر الأخير وهو يقول
معرفش
مش سامع
قالها سليم بتحذير وكأنه يعطيه فرصه أخيره
م معرفش
انتفض حين وجد سليم ينتفض من مقعده ويتجه له ليقبض علي لياقة قميصه ويهتف به بصوت جهوري وأعصاب مشدوده
مراتي فين يالا مادام الزوق مش نافع معاك نبقي نستخدم قلة الأدب
ارتعش المهندس بين يده وهو يقول بلجلجه
حضرتك مينفعش كده سيبني لو سمحت قولت معرفش مكانها والله ماعرف
ضړب قبضة يده بقوه في صدر الآخر ومازال يمسكه بيده الأخري شعر الأخير پألم صارخ في صدره وهو يستمع لصړاخ سليم به
ورحمة أمي لو ماقلت هي فين لتطلع
من هنا علي قپرك
سليم!
صدح هذا الصوت فجأه
صړخ بها معتصم وهو يركض تجاهه ليفض الاشتباك بينه وبين المهندس
اعترض سليم پغضب وهو يحاول إبعاد معتصم
اوعي يامعتصم مش هسيبه غير لما يقول مراتي فين أنا عارف إن ال ده عارف مكانها
هتف معتصم پغضب
ياجدع اوعي ميصحش كده اوعي ياسليم بقي واهدي ياخي
سليم
قالها محمد الذي دلف للتو علي صوت الشجار العالي وأكمل پحده
سيبه فورا
زفر پغضب
وهو يدفع بالأخير ليرتد للخلف اعتذر منه معتصم ووالده وفر هاربا قبل أن يثور عليه مره أخري
اقترب منه والده حتي أصبح أمامه هتف پحده
هو أنت بقيت بلطجي علي آخر الزمن
زفر پعنف وهو يقول پغضب
بابا لو سمحت أنا علي أخري ياريت بلاش كلام معايا دلوقتي
هو ايه الي علي أخرك أيه ذنب الناس عشان تطلع فيهم غضبك وتبهدلهم بالشكل ده
رد پغضب مازال متمكن منه
اطلع فيهم ايه! ده عارف مكانها وأنا متأكد بس مش عاوز ينطق
وهو كده هينطق! اسمع ياسليم أتحكم في أعصابك وفوق لنفسك ولشغلك اعتقد كانت رغبتك في الانفصال وسألتك إذا كان ممكن يبقي في فرصه تانيه بينكوا ولا لأ وأنت قولت لأ متلومهاش بقي أنها
بعدت واتحمل نتيجة كلامك الي قولته يومها لكن أنا مش هتحمل تصرفاتك الطايشه دي كتير من بكره ترجع الفيلا مفيش قعاد في فنادق وترجع تتابع شغلك زي الاول مش يوم كل اسبوعين! في شغل كتير متعطل لأنه تحت إدارتك وهقولك تاني اتحكم في أعصابك وبلاش مشاكل مادام مش عاوز يقول مكانها يبقي اكيد دي رغبتها وياريت تحترمها
ذهب محمد بعدما ألقي كلماته علي مسامع سليم الذي هتف بضجر وهو يقول بعد ذهابه
احترم رغبتها آه ده في المشمش
هز معتصم رأسه بيأس وهو يقول
ياسليم
لازم تهدي شويه مينفعش كده
نظر له وهتف بلامباله
معتصم شوف أنت رايح فين
زفر الأخير بيأس واتجه للخارج ذم شفتيه بتوعد وهو يقول
هلاقيك حتي لو بعد سنينوساعتها مش هسمحلك حتي تفكري في البعد تاني
ناهد خالد
دلفت السكرتيره الخاصه بمكتبها وهي تقول
السيد أمير بالخارج يريد مقابلتك
رفعت نظرها باستغراب وقالت
السيد أمير عثمان
نعم
قطبت حاجبيها باستغراب ما الذي جاء به لهنا
دعيه يدخل
ثواني ودلف أمير بابتسامه واسعه هتف ما إن رآها
اوووه هو القمر بيطلع بالنهار!
ابتسمت بمجامله وردت
مش شايف أن دي معاكسه قديمه شويه
غمز لها وهو
يجلس ويقول
مانا اخاڤ اقول الجديد تزعلي
رفعت حاجبها بسخريه وقالت بجراءه لم تعهدها
يبقي اكيد فيها وقاحه
ضحك بمرح وقال
لا كله إلا كده أنا مليش في الوقاحه
ردت بسخريه
اه اومال لكن اي جابك من روما فجأه كده
أبدا أنت عارفه إني جاي هنا الكام شهر دول اتابع الشركه الي بعملها هنا خلاص بشطب فهرجع شهر كده مصر اتابع الي هناك وهاجي تاني قولت اعدي عليك يمكن تحتاجي حاجه
صمتت قليلا تفكر ثم قالت
لأ مش عاوزه بس هطلب منك لو اي حد سألك عني حتي لو صدفه أنت مشوفتنيش
رغم عدم معرفته للسبب لكنه أومئ قائلا
تمام متقلقيش
تمام توصل بالسلامه
شكرا
ناهد خالد
ثماني أشهر كامله مرت
كم كانت صعبه علي الجميع وأقصد الجميع بالفعل
فسليم أصبح أكثر عصبيه وأسرع ڠضبا وأكثر إهمالا في عمله بشكل أو بآخر لم يعد يهتم بنفس القدر الماضي تشتعل النيران بداخله كلما هاتفه من كلفهم بالبحث عنها وأخبروه بعدم إيجادهم لها وأخيرا ومنذ شهر واحد فقط جعلهم يتوقفون عن البحث فثمانية أشهر ونصف لم تأتي بأي نتيجه قاربت علي العشرة أشهر منذ قررت الهجر حاول كثيرا بعث أي رسائل لها علي شريحة الموبايل ولكن لم يفتح الخط مره أخري من وقت أن بعثت له بالرساله
وبالطبع معتصم و أبيه يعانون من غضبه الذي يسبب لهم الكثير من المشاكل فيوميا تقريبا يتشاجر مع أحد الموظفين ويقفون هم بينهما لفض الشباك
أما عن داليا فالعشرة أشهر لم يكونوا كافيين لها كي تنساه كانت تتسلل لمواقع التواصل الإجتماعي كي تتابع آخر أخباره خلسه لا تعلم متي ستكف عن هذا ومتي ستساعد ذاتها للخروج من قوقعة سليم المنشاوي تمر الأيام وتشعروكأنها تركت موطنها بالأمس القريب
ناهد خالد
منهمك بين أوراق عمله فهو لم يأتي بالأمس فتراكم العمل عليه وللأسف يجب أن ينتهي من التصميم ليبدأو بتنفيذه ووالده ترك له التصميم ولم يقبل أن يصممه غيره كأنه يعجزه ليرضخ للعمل مرغما ولا يصدق أنه الآن يقول مرغما ألم يكن هذا عمله الذي يكن له الكثير من الشغف ولكن الحقيقه أن شغفه ذهب معها
بشمهندس سليم
في ايه يافاتن
في واحده بره عاوزه تقابل حضرتك
مين
مش عارفه يافندم بتقول عاوزه حضرتك في شغل مهم
تأفف وهو يقول
وديها لمعتصم
بس هي مصممه تقابل حضرتك
رد بزهق
دخليها خلينا نخلص
دلفت امراءه في كامل أناقتها جميله لحد جاذب مرتديه بنطال طويل أبيض وكنزه سوداء مكتوب عليها بالأبيض وحذاء أسود ذو كعب وحقيبه يد بيضاء وشعرها الأسود الذي عصقته علي شكل ذيل حصان ومكياج بسيط جدا
أهلا
قالها باقتضاب وهو يمد يده ليصافحها صافحته بجمود وهي ترفع رأسها بشموخ تقول
أماني نصار مديرة فندق رويال
بطلة الحكايه الجديده
أهلا اتفضلي
أردفت پحده
الحقيقه أني أصريت أقابل حضرتك لأن عندي شكوي من الشركه
رد بجديه
شكوة ايه اتفضلي
سردت له بعض التفاصيل التي أزعجتها من تعامل الشركه معها أثناء تجديد ديكور الفندق المسؤله عنه وختمت حديثها
أنا مش أول مره اتعامل مع حضراتكم بس الحقيقه اتضايقت من
الأخطاء الي حصلت
رد بضيق
حقك طبعا بعتذر عن الي حصل وبكره إن شاء الله هيوصلك ربع المبلغ الي دفعتيه كاعتذار منا
ردت بجديه
بشمهندس أنا آخر حاجه تهمني الفلوس ومش هقبل بالي حضرتك بتقوله أنا بس جيت أبلغك عشان تاخد بالك من الي بيحصل عشان ميكونش آخر تعامل بيني وبين الشركه
رغم أنه شعر
متابعة القراءة